مقدمة سريعة جداً
نخش فى الموضوع
قبل ما نتكلم عن استغلال الأنثى محتاجين نسأل الأول هو ايه الفرق أصلاً بين الذكر والأنثى بشكل عام فى الكائنات وازاى بنميز بينهم؟ هل بس عن طريق الشكل الخارجى؟ هل فيه صفات معينة نحكم بيها؟ ولا الفرق المحورى هو بس فى الأعضاء التناسلية؟ طب هل نفس الكلام ينطبق على الإنسان والحيوان والنبات؟
فى الحقيقة الفرق المحورى والأساسى بين الجنسين هو أن الgametes أو الخلايا الجنسية (sex cells) عند الذكور بتتميز بأنها أصغر بكتير من حيث الحجم مقارنة بالخلايا الجنسية عند الإناث وكذلك هى أكبر بكتير من حيث العدد، والكلام ده ينطبق على كل الكائنات بما فيها النبات والحيوان. لكنه مش بينطبق على بعض أشكال الحياة البدائية اللى مفيش فيها فكرة وجود جنسين مختلفين من الأساس واللى عملية التكاثر فيها بتتم بين اتنين isogametes ليهم نفس الحجم.
فلما نرجع لورا ونبص على الشكل البدائى ده لعملية التكاثر هنلاقيها بتحصل بين الخلايا الجنسية ليهم نفس الحجم واللى فيها الطرفين بيشاركوا بنفس العدد من الجينات وكذلك بيشاركوا بنفس الكمية من الغذاء اللى هيحتاجها الجنين اللى بيتكون من عملية التكاثر دى، وده معناه أنه فيه مساواة تامة فى الحقوق والواجبات بين الطرفين اللى بيشاركوا فى عملية التكاثر.
والدنيا فضلت تمام لحد ما حصلت طفرة (mutation) فى بعض الخلايا الجنسية اللى حجمها بقى أكبر نسبياً من غيرها ولما حجمها يبقى أكبر ده معناه أنها تقدر توفر إمداد أكتر من الغذاء للجنين أثناء تكونه وده بيزود فرص الجنين فى البقاء. وبالتالى الخلايا الجنسية اللى حجمها أكبر بقى عندها ميزة نسبية عن غيرها وفرصتها فى نقل جيناتها بقت أكبر، وبالتالى الجينات دى بدأت تنتشر أكتر فى الأجيال اللى بعد كدة لكن فى نفس الوقت الكرم اللى بقى عند الخلايا دى فتح الباب للاستغلال.
دلوقتى الخلايا الجنسية اللى حجمها أصغر من المتوسط بقوا يقدروا يندمجوا مع الخلايا الجنسية اللى حجمها أكبر بكتير وبالتالى يقدروا يزودوا فرصهم فى نشر جيناتهم. مش بس كدة ده كل ما حجمهم بقى أصغر وأصغر كل ما بقى عندهم إمكانية أنهم يتحركوا بسرعة وسهولة أكتر وكل ما إنتاج عدد أكبر منهم بقى ممكن، وبالتالى الأفراد اللى عندهم النوع ده من الخلايا يقدروا يتكاثروا مع عدد أكبر من الخلايا اللى حجمها كبير ويكون عندهم أبناء أكتر وأكتر.
ومن هنا بدأ يحصل تطور للمجموعة التانية دى بحيث أنها تكون أصغر جداً من حيث الحجم وتعتمد على أنها تندمج مع الخلايا التانية الأكبر، وكدة كدة كل طرف هينقل نفس العدد من الجينات لكنهم إسهامهم فى تغذية الجنين هو اللى مش هيكون متساوى خالص. وبكدة نقدر نقول أنه حصل تطور لاستراتجيتين مختلفتين: الأولى بتستثمر أكتر فى الجنين ودى اللى أدت لوجود البويضات، والاستراتيجية التانية بتعتمد على استغلال النوع الأول ودى اللى أدت لوجود الحيوانات المنوية.
"So we can think of two divergent sexual 'strategies' evolving. There was the large investment or 'honest' strategy. This automatically opened the way for a small investment exploitative strategy ... The honest ones became eggs, and the exploiters became sperms."
Comments
Post a Comment