لو مش عارف يعنى ايه مغالطات منطقية وحابب تعرف هى ايه وأهميتها وأنواعها والهدف من السلسلة دى، تقدر تشوف المقدمة عن موضوع المغالطات المنطقية من هنا.
ايه هى مغالطة المصادرة على المطلوب؟
لما نكون عايزين نبرهن على صحة فكرة معينة بالمنطق أو بالاستدلال المنطقى بيكون عندنا "مقدمة" الاستدلال واللى بتعبر عن المعلومات اللى موجودة عندنا واللى متفق على صحتها، وعن طريق معالجة المعلومات والأدلة اللى موجودة فى المقدمة نقدر نوصل ل"النتيجة" اللى بنحاول نثبت صحتها.
فى مغالطة المصادرة على المطلوب (begging the question) بيحصل أننا من الأول بنفترض صحة الحجة اللى احنا أصلاً لسه عايزين نثبت صحتها، فنلاقى نفسنا بنحط النتيجة أو جزء منها بشكل صريح أو ضمنى كجزء من المقدمة. والمغالطة دى ليها صور وأشكال مختلفة، منهم الآتى:
- أن المقدمة تكون مجرد إعادة صياغة للنتيجة أو أننا نستخدم جمل مترادفة أو ليها نفس المعنى مرة كمقدمة ومرة كنتيجة
- أن المقدمة يكون فيها افتراض مش مذكور صراحة باعتبار أنه حاجة مسلم بيها ومش محتاجين نقولها أو نثبت صحتها
- الاستدلال الدائرى (circular reasoning) وهو أننا نقول أن X صح عشان Y صح، وبالتالى Y صح عشان X صح
شوية أمثلة
النوع الأول: إعادة صياغة النتيجة فى المقدمة
مغالطة (1): الراجل ده بيقول الحقيقة لأنه مش بيكدب.
التحليل والرد: هنا احنا مقدمناش دليل على أن الراجل بيقول الحقيقة، والجملة الأولى ما هى إلا مرادف أو إعادة صياعة للجملة التانية، فكدة كدة معنى أن حد يكون بيقول الحقيقة هو أنه يكون مش بيكدب وده ميعتبرش دليل على صحة الادعاء المطروح.
مغالطة (2): الدين هو مصدر الأخلاق لأن بدون الدين مش هيكون فيه أخلاق.
الرد والتحليل: الجملتين ليهم نفس المعنى ومفيش إضافة جديدة أو أسباب تشرح ليه الأخلاق مرتبطة بالدين عشان أقدر أقنع الشخص اللى بناقشه بالطرح ده.
النوع التانى: افتراض صحة ادعاء بشكل ضمنى
مغالطة (3): القتل عمل غير أخلاقى وجريمة وبالتالى الإجهاض يعتبر جريمة.
الرد والتحليل: هنا فيه افتراض مش مذكور صراحة وهو أن الإجهاض يساوى القتل، وده منقدرش نعتبره من المسلمات أو حاجة كل الناس متفقة عليها عشان نعديها كدة فى وسط الكلام. وعشان نعمل الاستدلال ده بشكل مظبوط محتاجين الأول نناقش إذا كان الإجهاض والقتل زى بعض ولا لا.
مغالطة (4): القتل عمل غير أخلاقى وعشان كدة عقوبة الإعدام لازم تتلغى لأنها كدة تعتبر غير أخلاقية.
مغالطة (5): القتل عمل غير أخلاقى وعشان كدة مينفعش نسمح بتقنين القتل الرحيم.
الرد والتحليل: فى المغالطة (3) و(4) فيه برده افتراض وهو أن القتل بشكل مطلق وفى كل الحالات هو عمل غير أخلاقى، وده مش بالضرورة صحيح ومحتاج يتناقش لوحده الأول، وبالتالى ميعتبرش دليل كافى عشان نقدر نبنى الاستنتاجات دى بشكل مباشر.
مغالطة (6): عقوبة الإعدام تعتبر مقبولة أخلاقياً لأنها وسيلة لردع الجريمة.
الرد والتحليل: ممكن الكلام ده يكون صح أو غلط، لكن برده افتراض أن أى وسيلة لردع الجريمة هتبقى مقبولة أخلاقياً ده محتاجين نوقف عنده ونتأكد من أننا متفقين عليه الأول قبل ما نعمل الاستنتاج ده على طول كدة.
النوع التالت: الاستدلال الدائرى
مغالطة (7): القرآن صحيح ومحفوظ من التحريف، والدليل هو قوله تعالى: إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون.
الرد والتحليل: ده استدلال دائرى لأننا مينفعش نستدل على صحة الشئ من داخل الشئ نفسه اللى بنحاول نثبت إذا كان صحيح أو لا. وممكن نقسم الجملة دى لحجتين: 1. القرآن صحيح ومحفوظ من التحريف 2. القرآن (وخصوصاً الأية المذكورة) هو كلام ربنا
فعشان نستدل بشكل مظبوط على صحة حجة فيهم لازم نثبت الأول صحة الحجة التانية بشكل مستقل، إنما هنا احنا بنقول أن القران صحيح ومحفوظ من التحريف لأن ربنا هو اللى قال كدة وفى نفس الوقت بنستدل على أن ربنا اللى قال كدة بناء على افتراض أن القران صحيح ومحفوظ من التحريف، ويبقى لفينا فى حلقة مفرغة من غير ما نثبت حاجة.
مغالطة (8):
- ازاى أعرف أن الإسلام هو الدين الصحيح؟
= لأن ربنا قال فى القرآن: إن الدين عند الله الإسلام
- وأنا ازاى أعرف أن ربنا هو اللى قال كدة؟
= لأن القرآن هو كلام ربنا اللى نزله على سيدنا محمد
الرد والتحليل: ده برده استدلال دائرى زى المثال اللى قبله، مينفعش نحاول نقنع حد بأن الإسلام صحيح لأن القرآن بيقول كدة، وأن القرآن صحيح لأنه كلام ربنا، وأن القرآن كلام ربنا لأن الإسلام بيقول كدة. ياما نستدل على صحة القرآن من خلال الإعجاز أو أى أسباب تانية يتم النقاش فيها بحيث ممكن تخلينا نصدق أنه صحيح وبناء عليه نقدر نستنتج أن الإسلام هو الدين الصحيح.
Comments
Post a Comment